أخر المقالات
إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بــريدك الإلكترونى فى أمان معنا

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص دينية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص دينية. إظهار كافة الرسائل

الزيارات:
محاولات آثمة لنبش قبر النبي ﷺ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
تذكر كتب التاريخ حوادث أربعة في محاولات نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، محاولتان تولَّى كِبرَهما بعضُ النصارى، والثالثة والرابعة باء بإثمهما الحاكم العبيدي الزنديق الذي ادعى الربوبية.
المحاولة الآثمة الأولى :
تبوأ إثمها ووزرها الحاكم العبيدي الزنديق: منصور بن نزار بن معد المصري الإسماعيلي المدعي الربوبية، قال فيه الذهبي "سير أعلام النبلاء (15/174).
كان شيطانا مريدا جبارا عنيدا، كثير التلون، سفاكا للدماء، خبيث النِّحلة، عظيم المكر، له شأن عجيب، ونبأ غريب، كان فرعون زمانه، أمر بسب الصحابة رضي الله عنهم، وبكتابة ذلك على أبواب المساجد والشوارع " انتهى باختصار.
وقال السمهودي في "وفاء الوفا" (2/652)
وقد وقع بعد الأربعمائة من الهجرة ما نقله الزين المراغي عن "تاريخ بغداد" لابن النجار قال:
عن أبي القاسم عبد الحليم بن محمد المغربي : ( أن بعض الزنادقة أشار على الحاكم العبيدي صاحب مصر بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من المدينة إلى مصر، وزين له ذلك.
وقال: متى تم لك ذلك شد الناس رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر، وكانت منقبة لسكانها.
فاجتهد الحاكم في ذلك، وأعد مكاناً، أنفق عليه مالا جزيلا. قال : وبعث أبا الفتوح لنبش الموضع الشريف، فلما وصل إلى المدينة الشريفة وجلس بها حضر جماعة المدنيين وقد علموا ماجاء فيه، وحضر معهم قارئ يعرف بـ " الزلباني"، فقرأ في المجلس : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة/12، 13
فماج الناس، وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه من الجند، ولما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم :
الله أحق أن يخشى، والله لو كان علي من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع، وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه كيف نهض في مثل هذه المخزية
فما انصرف النهار ذلك اليوم حتى أرسل الله ريحاً كادت الأرض تزلزل من قوتها، حتى دحرجت الإبل بأقتابها، والخيل بسروجها كما تدحرج الكرة على وجه الأرض، وهلك أكثرها وخَلْقٌ من الناس، فانشرح صدر أبي الفتوح، وذهب روعه من الحاكم لقيام عذره من امتناع ما جاء فيه "
انتهى بتصرف

المحاولة الآثمة الثانية :
ويبدو أنها محاولة ثانية من الحاكم العبيدي أيضاً ، ينقلها أيضا السمهودي في "وفاء الوفا" (2/653) فيقول :
ونقل ابن عذرة في كتاب "تأسي أهل الإيمان فيما جرى على مدينة القيروان" لابن سعدون القيرواني ما لفظه :
( ثم أرسل الحاكم بأمر الله إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل الذي أراد نبشه داراً بقرب المسجد، وحفر تحت الأرض ليصل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فرأوا أنوارا، وسُمِعَ صائح : إن نبيكم ينبش، ففتش الناس، فوجدوهم، وقتلوهم " انتهى

المحاولة الآثمة الثالثة :
وقعت سنة (557هـ) في عهد السطان الملك العادل نور الدين زنكي رحمه الله، وكان الذي تولى كبرها النصارى
رأى السلطان نور الدين رحمه الله في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنجدني، أنقذني من هذين.
فاستيقظ فزعاً، ثم توضأ وصلى ونام، فرأم المنام بعينه ،فاستيقظ وصلى ونام، فرآه أيضا مرة ثالثة.
فاستيقظ وقال : لم يبق نوم.
وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي، فأرسل إليه، وحكى له ما وقع له، فقال له : وما قعودك ؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية، واكتم ما رأيت.
فتجهزفي بقية ليلته، وخرج إلى المدينة، وفي صحبته الوزير جمال الدين.
فقال الوزير: وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد: إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر معه أموالاً للصدقة، فاكتبوا من عندكم.
فكتبوا أهل المدينة كلهم، وأمر السلطان بحضورهم.
وكل من حضر يأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة، فيعطيه ويأمره بالانصراف، إلى أن انفضت الناس.
فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة ؟
قالوا: لا .
فقال: تفكروا وتأملوا.
فقالوا: لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئاً، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج.
فانشرح صدره وقال: عليّ بهما.
فأُتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله: أنجدني أنقذني من هذين
فقال لهما: من أين أنتما ؟
فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: اصدقاني، فصمما على ذلك.
فقال: أين منزلهما ؟
فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة.
وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة، وزيارة البقيع وقباء، فأمسكهما وحضر إلى منزلهما، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيراً في البيت، فرأى سرداباً محفوراً ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة، فارتاعت الناس لذلك.
وقال السلطان عند ذلك: اصدقاني حالكما ! وضربهما ضربًا شديدًا، فاعترفا بأنهما نصرانيان، بعثهما النصارى في حجاج المغاربة، وأعطوهما أموالاً عظيمة، وأمروهما بالتحيل لسرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانا يحفران ليلاً، ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور، وأقاما على ذلك مدة، فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاعتلك الجبال، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة.

فلما اعترفا، وظهر حالهما على يديه، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره، بكى بكاءً شديداً، وأمر بضرب رقابهما، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم، وحفر خندقاً عظيماً حول الحجرة الشريفة كلها، وأذيب ذلك الرصاص، وملأ به الخندق، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ، ثم عاد إلى ملكه، وأمر بإضعاف النصارى، وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال.
ذكر هذه الحادثة جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي الأسنوي (ت 772هـ) في رسالة له اسمها : "نصيحة أولي الألباب في منع استخدام النصارى"
ويسميها بعضهم بـ "الانتصارات الإسلامية "، نقلها عنه علي بن عبد الله السمهودي (ت 911هـ) في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى " (2/648-650)
وذكرها الحافظ جمال الدين عبدالله بن محمد بن أحمد المطري (ت 765هـ)، وكان رئيس المؤذنين في الحرم النبوي ، وهومؤرخ، له كتاب " الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام " قال : " سمعتها من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر عمن حدثه من أكابر من أدرك، أن السلطان محموداً...وذكر القصة بنحو ما سبق مع اختلاف يسير
نقلا عن "وفاء الوفا" (2/650)

المحاولة الآثمة الرابعة :
يحدثنا عن هذه المحاولة العلامة الرحالة ابن جبير أبو الحسين محمد بن أحمد، المتوفى سنة (614هـ) ، يذكرها في "رحلته" في أحداث سنة (578هـ) (ص/34-35)، وذلك بعد وصوله إلى الإسكندرية، حيث قال:
لما حللنا الإسكندرية في الشهر المؤرخ أولا – يعني ذي القعدة - ، عاينَّا مجتمعا من الناس عظيما بروزالمعاينة أسرى من الروم أدخلوا البلد راكبين على الجمال، ووجوههم إلى أذنابها وحولهم الطبول والأبواق، فسألنا عن قصتهم، فأخبرنا بأمر تتفطر له الأكباد إشفاقًا وجزعًا :

وذلك أن جملة من نصارى الشام اجتمعوا وأنشأوا مراكب في أقرب المواضع التي لهم من بحر القلزم – البحر الأحمر -، ثم حملوا أنقاضها على جمال العرب المجاورين لهم بِكِراء – أي بأجرة - اتفقوا معهم عليه، فلما حصلوا بساحل البحر سمروا مراكبهم، وأكملوا إنشاءها وتأليفها، ودفعوها في البحر، وركبوها قاطعين بالحجاج، وانتهوا إلى بحر النعم، فأحرقوا فيه نحو ستة عشر مركبا، وانتهوا " عيذاب " – اسم مكان - فأخذوا فيها مركبا كان يأتي بالحجاج من جدة، وأخذوا أيضا في البر قافلة كبيرة تأتي من قوص " عيذاب "، وقتلوا الجميع ولم يحيوا أحدا، وأخذوا مركبين كانا مقبلين بتجار من اليمن، وأحرقوا أطعمة كثيرة على ذلك الساحل كانت معدة لميرة مكة والمدينة أعزهما الله، وأحدثوا حوادث شنيعة لم يسمع مثلها في الإسلام ولا انتهى رومي ذلك الموضع قط.
ومن أعظمها حادثة تسد المسامع شناعة وبشاعة، وذلك أنهم كانوا عازمين على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإخراجه من الضريح المقدس
أشاعوا ذلك وأجروا ذكره على ألسنتهم، فأخذهم الله باجترائهم عليه، وتعاطيهم ما تَحُولُ عنايةُ القدرِ بينهم وبينه، ولم يكن بينهم وبين المدينة أكثر من مسيرة يوم، فدفع الله عاديتهم بمراكب مرت من مصر والإسكندرية، دخل فيها الحاجب المعروف بلؤلؤ مع أنجاد المغربة البحريين، فلحقوا العدو وهو قد قارب النجاة بنفسه فأخذوا عن آخرهم، وكانت آية من آيات العنايات الجبارية، وأدركوهم عن مدة طويلة كانت بينهم من الزمان، نيف على شهر ونصف أو حوله، وقتلوا وأسروا، وفرق من الأسارى على البلاد ليقتلوا بها، ووجه منهم مكة والمدينة، وكفى الله بجميل صنعه الإسلام والمسلمين أمرا عظيما، والحمد لله رب العالمين " انتهى

فهذه هي المحاولات التي وقفنا عليها، والله تعالى حافظ جسد نبيه صلى الله عليه وسلم من أن تصل إليه أيدي أعدائه بسوء، وللمزيد حول هذا الموضوع يراجع كتاب "القبة الخضراء ومحاولات سرقة الجسد الشريف" لمحمد علي قطب، الدار الثقافية

الزيارات:
وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا

إن الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعـينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا، و أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وسلم و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
قصة التحريم في تفسير القرطبي وابن كتير
قال تعالى في سورة التحريم
﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)﴾

سبب نزول الآية الأولى من سورة التحريم وهي قوله تعالى: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾، وقد وردت في هده الآية عدة تفسيرات نسأل من الله تعالى ان لا نخطأ فيها ومن هذه التفسيرات:
ما روي بأن زوجة الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد أذنت منه الذهاب إلى بيت والدها للاطمئنان عليه فسمح لها الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندها بعث -عليه السلام- إلى جاريته مارية وهو في دار حفصة، وعندما رجعت حفصة إلى دارها ووجدت مارية مع الرسول ولم يكن يومها، فانزعجت مما رأت وظنت بأن الرسول -عليه السلام- فعل ذلك لهوان أمرها وشأنها عنده، كما قد أخبرته بأنها ستطلع زوجته عائشة على ما فعل، فخاف الرسول -عليه السلام- من انزعاج واستياء عائشة مما فعل، وطلب من حفصة عدم إطلاع عائشة على ما حصل، ثم حلف لها بعدم اقترابه أو اختلائه بماريه القبطية بعد ما جرى، إلا أن حفصة أطلعت عائشة على الأمر، مما تسبب بانزعاج الرسول واستيائه من ذلك واعتزاله عن نسائه ل29 يوماً، فكان نزول الآية لتحريم رسول الله -عليه السلام- جاريته مارية وهي حلال عليه لإرضاء زوجاته.

وفي رواية اخرى أن الرسول -عليه السلام- كان يزور جميع زوجاته تباعاً بعد انقضائه من صلاة العصر، فبعدما دخل دار حفصة بنت عمر أطال المقام عندها على غير المعتاد، فأرسلت عائشة إحدى جارياتها إلى بيت حفصة لمعرفة سبب تأخر الرسول في بيت حفصة، فأخبرتها جاريتها بأن الرسول -عليه السلام- يشرب العسل عندها لذلك أطال المقام عندها، وعندها اتفقت عائشة مع باقي زوجات الرسول على التظاهر بالنفور من رائحة فم الرسول لتناوله طعام كريه الرائحة، حيث كلما كان يدخل دار واحدة منهن كن يسألنه عن سبب الرائحة الكريهة المنبعثة من فمه، فكان يقول -عليه السلام- بأنه تناول العسل لدى حفصة، ثم حلف ألا يعود لتناوله من بيت حفصة من جديد، وبهذا كان سبب نزول الآية في تحريم رسول الله -عليه السلام- ما أحلّه الله تعالى من الطعام والشراب الحلال من أجل مرضاة زوجاته.
في تفسير القرطبي
قوله تعالى :﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ أي واذكر إذ أسر النبي إلى حفصة حديثا يعني تحريم مارية على نفسه واستكتامه إياها ذلك.
وقال الكلبي : أسر إليها أن أباك وأبا عائشة يكونان خليفتي على أمتي من بعدي ; وقاله ابن عباس . قال : أسر أمر الخلافة بعده إلى حفصة فذكرته حفصة.
روى الدارقطني في سننه عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ قال : اطلعت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم مع أم إبراهيم فقال : " لا تخبري عائشة " وقال لها : " إن أباك وأباها سيملكان أو سيليان بعدي فلا تخبري عائشة " قال : فانطلقت حفصة فأخبرت عائشة فأظهره الله عليه، فعرف بعضه وأعرض عن بعض. قال أعرض عن قوله : " إن أباك وأباها يكونان بعدي "، كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينشر ذلك في الناس.
﴿ فلما نبأت به ﴾ أي أخبرت به عائشة لمصافاة كانت بينهما، وكانتا متظاهرتين على نساء النبي صلى الله عليه وسلم،﴿ وأظهره الله عليه ﴾ أي أطلعه الله على أنها قد نبأت به، وقرأ طلحة بن مصرف ﴿ فلما أنبأت ﴾ وهما لغتان : أنبأ ونبأ .
ومعنى عرف بعضه وأعرض عن بعض عرف حفصة بعض ما أوحي إليه من أنها أخبرت عائشة بما نهاها عن أن تخبرها، وأعرض عن بعض تكرما; قاله السدي.
وقال الحسن : ما استقصى كريم قط، قال الله تعالى :﴿ عرف بعضه وأعرض عن بعض ﴾. وقال مقاتل : يعني أخبرها ببعض ما قالت لعائشة، وهو حديث أم ولده ولم يخبرها ببعض وهو قول حفصة لعائشة : إن أبا بكر وعمر سيملكان بعده. وقراءة العامة عرف مشددا، ومعناه ما ذكرناه. واختاره أبو عبيد وأبو حاتم، يدل عليه قوله تعالى : ﴿ وأعرض عن بعض ﴾ أي لم يعرفها إياه، ولو كانت مخففة لقال في ضده وأنكر بعضا. وقرأ علي وطلحة بن مصرف وأبو عبد الرحمن السلمي والحسن وقتادة والكلبي والكسائي والأعمش عن أبي بكر " عرف " مخففة. قال عطاء : كان أبو عبد الرحمن السلمي إذا قرأ عليه الرجل عرف مشددة حصبه بالحجارة. قال الفراء : وتأويل قوله عز وجل :﴿ عرف بعضه ﴾ بالتخفيف، أي غضب فيه وجازى عليه; وهو كقولك لمن أساء إليك : لأعرفن لك ما فعلت، أي لأجازينك عليه، وجازاها النبي صلى الله عليه وسلم بأن طلقها طلقة واحدة، فقال عمر : لو كان في آل الخطاب خير لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك. فأمره جبريل بمراجعتها وشفع فيها، واعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهرا، وقعد في مشربة مارية أم إبراهيم حتى نزلت آية التحريم على ما تقدم، وقيل : هم بطلاقها حتى قال له جبريل : " لا تطلقها فإنها صوامة قوامة ، وإنها من نسائك في الجنة " فلم يطلقها .
﴿ فلما نبأها به ﴾ أي أخبر حفصة بما أظهره الله عليه.
قالت من أنبأك هذا يا رسول الله عني، فظنت أن عائشة أخبرته، فقال عليه السلام : نبأني العليم الخبير أي الذي لا يخفى عليه شيء.
وهذا سد مسد مفعولي " أنبأ " و " نبأ " الأول تعدى إلى مفعولين، و " نبأ " الثاني تعدى إلى مفعول واحد، لأن نبأ وأنبأ إذا لم يدخلا على المبتدأ والخبر جاز أن يكتفى فيهما بمفعول واحد وبمفعولين، فإذا دخلا على الابتداء والخبر تعدى كل واحد منهما إلى ثلاثة مفاعيل، ولم يجز الاقتصار على الاثنين دون الثالث، لأن الثالث هو خبر المبتدأ في الأصل فلا يقتصر دونه، كما لا يقتصر على المبتدأ دون الخبر.

في تفسير ابن كثير
﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ لقوله "بل شربت عسلا" وقال إبراهيم بن موسى عن هشام "ولن أعود له وقد حلفت فلا تخبري بذلك أحدا" وهكذا رواه في كتاب الطلاق بهذا الإسناد ولفظه قريب منه.
ثم قال المغافير شبيه بالصمغ يكون في الرمث فيه حلاوة أغفر الرمث إذا ظهر فيه واحدها مغفور ويقال مغافير وهكذا قال الجوهري قال وقد يكون المغفور أيضا للعشر والثمام والسلم والطلح قال والرمث بالكسر مرعى من مراعي الإبل وهو من الحمض قال والعرفط شجر من العظاة ينضح المغفور.
وقد روى مسلم هذا الحديث في كتاب الطلاق من صحيحه عن محمد بن حاتم عن حجاج عن ابن جريج أخبرني عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة به ولفظه كما أورده البخاري فى الأيمان والنذور ثم قال البخاري في كتاب الطلاق ثنا فروة بن أبي المغراء ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة فقلت أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي جرست نحله العرفط وسأقول ذلك وقولي له أنت يا صفية ذلك قالت تقول سودة فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال "لا" قالت فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال "سقتني حفصة شربة عسل" قالت جرست نحله العرفط فلما دار إلي قلت نحو ذلك فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إلى حفصة قالت له يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال "لا حاجة لي فيه" قالت تقول سودة والله لقد حرمناه قلت لها اسكتي هذا لفظ البخاري.
وقد رواه مسلم عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر به وعن أبي كريب وهارون بن عبدالله والحسن بن بشر ثلاثتهم عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة به وعنده : قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح يعني الريح الخبيثة ولهذا قلن له أكلت مغافير لأن ريحها فيه شيء فلما قال "بل شربت عسلا" قلن جرست نحله العرفط أي رعت نحله شجر العرفط الذي صمغه المغافير فلهذا ظهر ريحه في العسل الذي شربته قال الجوهري جرست النحل العرفط تجرس إذا أكلته ومنه قيل للنحل جوارس قال الشاعر:
 تظل على الثمراء منها جوارس
وقال الجرس والجرس الصوت الخفي ويقال سمعت جرس الطير إذا سمعت صوت مناقيرها على شيء تأكله وفي الحديث "فيسمعون جرس طير الجنة" قال الأصمعي كنت في مجلس شعبة قال فيسمعون جرش طير الجنة بالشين فقلت جرس فنظر إلي فقال: خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا.
والغرض أن هذا السياق فيه أن حفصة هي الساقية للعسل وهو من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن خالته عن عائشة وفي طريق ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة أن زينب بنت جحش هي التي سقته العسل وأن عائشة وحفصة تواطأتا وتظاهرتا عليه فالله أعلم.
وقد يقال أنهما واقعتان ولا بعد في ذلك إلا أن كونهما سببا لنزول هذه الآية فيه نظر والله أعلم.

الزيارات:
الصحابي الذي شاهد المسيح الدجال

نادى منادي رسول الله عليه السلام :
الصلاه جامعه فخرج المسلمون الى المسجد وصلو مع رسول الله فلما قضى رسول الله صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال : ليلزم كل انسان مصلاه ثم قال اتدرون لم جمعتكم ؟
فقالو: الله ورسوله اعلم
قال: اني والله ما جمعتكم لرغبه ولا لرهبه ولكن جمعتكم لان تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع واسلم وحدثني حدثا وافق الذي كنت احدثكم عن المسيح الدجال، حدثني انه ركب سفينه بحريه مع ثلاثين من لحم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في اقرب السفينه فدخلو الجزيره فلقيتهم دابه اهلب (اي غليظه الشعر)كثيره الشعر لا يدرون قبله من دبره من كثره الشعر.
فقالو: ويلك ما انت ؟!
فقالت: انا الجساسه
قالوا: وما الجساسه ؟
قالت: ايها القوم ! انطلقو الى هذا الرجل في الدير فانه الى خبركم بالاشواق
فقال: لما سمًت لنا رجلا فرفنا منها (اي خفنا منها ) ان تكون شيطانه
قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فاذا فيه اعظم انسان رايناه قط خلقا واشده وثاقا مجموعه يداه الى عنقه بين ركبتيه الى كعبيه بالحديد
قلنا: ويلك ! ما انت ؟
قال: قد قدرتم على خبري !فاخبروني ما انتم ؟
قالو: نحن اناس من العرب , ركبنا سفينه فصادفنا البحر حين اغتلم (اي هاج ) فلعب بنا الموج شهرا ثم ارفانا الى جزيرتك هذه فجلسنا في اقربها فدخلنا الجزيره فلقيتنا دابه اهلب كثيره الشعر ولا يدري ما قبله من دبره من كثره الشعر فقلنا ويلك ! ما انت ؟
فقالت: انا الجساسه
قلنا: وما الجساسه ؟
قالت: اعمدو هذا الرجل في الدير فانه خبركم بالاشواق فاقبلنا اليك سراعا وفزعنا منها ولم نامل ان تكون شيطانه ؟
فقال: اخبروني عن نخل بيسان (قريه بالشام)
قلنا:عن أي شانها تستخبر ؟
قال: هل في العين ماء ؟ وهل يزرع اهلها بماء العين ؟
قلنا له: نعم وهي كثيره الماء واهلها يزرعون بمائها
قال: اخبروني عن نبي الاميين مافعل ؟
قالو: قد خرج من مكه ونزل يثرب
قال: اقاتله العرب ؟
قلنا: نعم
قال: كيف صنع بهم ؟
فاخبرناه انه قد ظهر على من يليه من العرب واطاعوه
قال لهم: قد كان ذلك ؟
قلنا: نعم
قال: اما ان ذاك خير لهم ان يطيقوه ,واني لمخبركم عني اني انا المسيح ,واني اوشك انا يؤذن لي في الخروج ,فاخرج فاسير في الارض فلا ادع اهل قريه الا هبطتها في اربعين ليله ,غير مكه وطيبه فهما محرمتان علي كلتاهما كلما اردت ان ادخل واحده منها استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وان على كل نقب منها ملائكه يحرسونها

فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبه !
هذه طيبه (يعني المدينه ) الا هل كنت حدثتكم ذلك ؟
فقال الناس: نعم
قال: اعجبني حديث تميم انه وافق الذي كنت احدتكم عنه
وعن المدينه ومكه :الا انه في بحر الشام او بحر اليمن
لا بل هو من قبل المشرق
ماهو من قبل المشرق
ما هو من قبل المشرق
وماهو اوما بيده الى المشرق

الزيارات:
كاتب الوحي الدي ارتد تم تاب

عبد الله ابن ابي السرح
كاتب الوحي الدي ارتد تم تاب
ذات يوم، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرأ على المُسلمين مما أنزله الله من قرآن في سورة المؤمنون، وكان عبد الله بن أبى السرح يكتُب.
وعندما كان (صلى الله عليه وسلم) يتلوا آيات خلق الإنسان من سورة المؤمنون: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ... الآية﴾، قبل أن ينتهي (صلى الله عليه وسلم) من تلاوة نفس الآية، عِجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان فقال:" تبارك الله أحسن الخالقين".
سمعه النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: أكتُبها، فهكذا أوحيت إلي. شك عبد الله في نبوة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم).
خرج عبد الله ابن أبي السرح وقال: إن كان صادقاً، فقد أوحى إلي مثلما يوحى إليه، وإن كان كاذباً فإنما أقول مثلما يقول.
عاد بعد ذلك للمشركين من قريش وأعلن ردته.
أنزل الله فيه قوله تعالى:
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ الأنعام:93
في السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقتل أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال و ثلاث نساء)، وهم من أشد من عادى الإسلام والمسلمين، حتى وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة، كان منهم عبد الله بن أبي السرح، وقد عفى عليه الصلاة والسلام عن بقية القوم: (اذهبوا، فأنتم الطلقاء).
يقول المغامسي: كان عبد الله بن أبى السرح شقيق عثمان بن عفان رضي الله عنه في الرضاعة، ولذلك رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يتشفع فيه عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بعد توبته وإنابته.
ذهب عثمان رضي الله عنه ومعه أخوه عبد الله ابن أبي السرح إلى مجلس رسول الله، فجاء به حتى أوقفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثاً كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: (أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟) فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: (إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين).
 رواه أبو داوود والبيهقي.