أخر المقالات
إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بــريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الزيارات:
مكارم الأخلاق في الشعر

الأدب عنوان الكمال، يرفع الوضيع الى درجة الرفيع، ويعلو بالعامة الى مرتبة الخاصة، وبالخدم الى مصاف الامراء. لذلك سأتناول معظم ان لم يكن كل ما يتعلق بمكارم الأخلاق.
قال أحد الحكماء: الأدب صورة العقل فصور عقلك للناس كيف شئت.
لكل شيئ زينة في الــورى *** وزينة المــــرء تمام الأدب
قــد يشرفُ المــــرء بآدابه *** فينا وان كان وضيع النسب

كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محـمــوده عن النسبِ
إن الفتى مـــن يقول ها أنــا ذا *** ليس الفتى من يقول كان أبي

نبدأ الآن بالخصال الحميدة ولن أطيل عليكم سأرفق من ثلاثة الى أربعة أبيات لكل صفة تقريباً

1 الحلم
واستشعر الحلم في كل الأمور ولا *** تسرع ببادرةٍ يوماً الى رجلِ
وإن بُليت بشخــص لا خـــلاق لـه *** فـكن كأنك لم تسمع ولــم يقلٍ

وللكــف عــــن شتم اللئيم تكـــرماً *** أضر له من شتمه حـين يشتم
2 الصدق
ومـــا شيئٌ اذا فكــرت فيه *** بأذهب للمروءة والجمالٍ
مـن الكذب الذي لاخير فيه *** وأبعد بالبهاء من الرجالٍ

عــليك بالصـــدق ولــــــو أنــــه *** أحـــــرقك الصـــدق بنار الوعيدٍ
وابغٍ رضا المولى فأغبى الورى *** من أسخط المولى وأرضى العبيدٍ
3 الحياء
ورُبَّ قبيحة ماحــال بيني *** وبين ركــوبها إلا الحياءُ
فكان هو الـدواء لها ولكن *** اذا ذهب الحياء فلا دواءُ

اذا لم تصن عٍرضاً ولم تخش خالقاً *** وتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنعٍ
4 التواضع
وأقبح شيئ أن يرى المرء نفسه *** رفيعاً وعند العالــــمين وضيعُ
تواضع تكن كالنجم لاح لناظــر *** على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولاتكن كالــــدخان يعلــو بنفسه *** على طبقات الجـو وهو وضيعُ
5 الصبر
ولــرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُـرجت وكان يظنها لا تُفرجُ

اصبر ففي الصبر خيرٌ لو علمت به *** لكنت باركت شكراً صاحب النعم
واعلـم بأنك إن لـــم تصطبر كـــرماً *** صبرت قــهراً على ما خُطَّ بالقلمِ
6 الاقتصاد
أنفق بقــدرٍ مــا استفدت ولا *** تسرف وعش فيه عيش مقتصدِ
من كان فيما استفاد مقتصداً *** لــــــم يفتقر بعدها إلـــــى أحــدِ
7 العدل
وما مـن يدٍ إلا ويد الله فوقها *** وما من ظالمٍ إلا وسيُبلى بأظلمِ
لا تظلمنّ اذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخـــره يفضي الى الندمِ
تنـام عيناك والمــظلوم منتبه *** يــدعو عليك وعين الله لــم تنمِ
8 العفو
وما قتـــل الأحــــــرار كالعفــــو عنهم *** ومــــن لك بالحـــــر أن يحفــــظ اليــدا
اذا أنت أكــــــــرمت الكـــريم ملــــكته *** وإن أنت أكـــــــــرمت اللـئيم تمـــــردا
فوضع الندى في موضع السيف بالعـلا *** مضرُّ كوضع السيف في موضع الندى

اذا ماالذنب وافـــى باعتذار *** فقابله بعفـــــوٍ وابتســـام
ولاتحقد وان ملـــئت غيـظاً *** فإن العفو من شيم الكرام
9 المروءة
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه *** فكن طالباً في الناس أعلى المراتب

واذا كانت النفوس كبار *** تعبت في مرادها الأجسام

وقيل المروءة أن لا تعمل عملا ً  *** في السر تستحي منه في العلانية
(10) القناعة
أفادتني القناعة كـل عـــز *** وأي غنى أعــــز من القناعة
فصيرها لنفسك رأس مال *** وصير بعدها التقوى بضاعة

اقنـع بأيســـر رزق أنت نائـــله *** واحذر ولا تتعرض للزيادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص *** ولا تعـــــكر إلا في الزيادات
11 العفة
إن القناعة والعفــــــــاف *** ليغنيان عــــن الغـنى
فإذا صبرت عـــن المنى *** فاشكر فقد نلت المنى
12 المشورة
الـــرأي كالليل مســـــــودّ جـانبه *** والليـــل لا ينجـــلي إلا بإصبــــاحِ
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى *** مصباح رأيك تزدد ضوء مصباحِ

شاور ســــواك إذا نلبتك نائبة *** يوماً وان كنت من أهل المشوراتِ
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى *** ولا تـــــــرى نفسها إلـــــى بمـرآةِ
13 الروية والتؤدة
استأنِ تظفر في أمورك كلها *** واذا عزمت على الهدى فتوكلِ

من لم يـتــئــــد في كل أمر *** تخطاه التدارك والمنال

تأنّ ولا تضق للأمر ذرعاً *** فكم بالنجح يظفر من تأنى
14 الاتحاد والتعاون
إن القداح اذا اجتمعــــن فرامها *** بالكسر ذو حنق وبطش أيّدِ
عزّت ولم تُكسر وان هي بددت *** فالهــــون والتكسير للمتبددِ

تأبى الـرماح اذا اجتمعن تكسراً *** واذا افترقن تكســرت آحادا
15 الأمانة
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها *** ان الكريم على الأمانة راعِ
من خان مان (كذب)، ومن مان هان، وتبرأ من الاحسان
16 الرفق
مـــن يستعن بالـــرفق فـي أمره *** يستخرج الحــية مـــن وكــرها

ورافق الرفق في كل الأمور فلم *** يندم رفــيقٌ ولــــم يذممه انسانُ
ولا يغرنّك حـــظٌّ جــره خُـــرقٌ *** فالخُرقُ هدمٌ ورفق المـرء بنيانُ
17 بر الوالدين
لأمـــك حـــــــــق عليــــك كبيــــرُ *** كثيرك يا هـــــــذا لديـه يسيـــرُ
فكــم ليلةٍ باتت بثقـلك تشتــــــــكي *** لها مـــــن جــــواها أنّةٌٌ وزفيــرُ
وفي الوضع لا تدري عليها مشقةٌ *** فمن غُصصٍ منها الفؤاد يطيــرُ
وكــــم غسلت عنـك الأذى بيمينها *** وما حجــرها إلا لديك سـريــرُ
وتفديــــكَ ممــــا تشتكيه بنفســــها *** ومـــن ثديها شرب لديك نميــرُ
وكــــم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حناناً واشفـــاقاً وأنــت صغيـرُ
فضيعتــها لما أســــــنّت جهــــــالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصيرُ
فآهــــــاً لــــذي عقـلٍ ويتبع الهوى *** وآهاً لأعمى القلب وهـو بصيرُ
فدونك فارغــب فـــي عميم دعائها *** فأنت لما تدعــــو إليه فقيــــــرُ
18 صلة الرحم
وحسبـــــك مـــن ذلّ وسـوء صنعةٍ *** معاداة القربى وإن قيل قاطعُ
ولكــــن أواســــــيه وأنســى ذنــــبه *** لترجعه يــــوماً إليّ الرواجعُ
ولا يستوي في الحكم عبدان واصلٌ *** وعبد لأرحـــام القرابة قاطعُ
19 الكرم والمعروف والإحسان
ويُظهرُ عيبَ المرءِ في الناس بخلُه *** ويستره عنهم جميعاً سخــــــاؤهُ
تغطَّ بأثــــــواب السخــــــــاء فإنني *** أرى كل عيب والسخاء غطاؤهُ

أرى الناس خُلاّن الجواد ولا أرى *** بخيلاً له في العالمين خليلُ

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فلطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

وللمعروف ثلاث خصال: تعجيله، وتيسيره، وستره، فمن أخلَّ بواحدة فقد بخَسَ المعروف حقه.
20 الشكر
شكـــر الإله بطـــــول الثناءِ *** وشكــر الولاة بصدق الولاءِ
وشكر النظير بحسن الجزاءِ *** وشكر الدنيء بحسن العطاءِ

أوليتني نعماً أبــــوح بشكـرها *** وكفيتني كل الأمور بأسـرها
فلأشكرنّك ما حييت وإن أمت *** فلتشكرنّك أعظمي في قبرها

من لم يشكر الإنعام فاعدُدهُ من الأنعام، من أُعطيَ أربعاً لم يُمنع من أربع، من أُعطي الشكر لم يُمنع من المزيد، ومن أعطي التوبة لم يمنع من القبول، ومن أعطي الإستخارة لم يمنع من الخِيَرة، ومن أعطي الاستشارة لم يُمنع من الصواب.
اشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنه لا بقاء للنعم إذا كُفرت، ولا زوال لها إذا شُكرت.
21 الصراحة
عِـــدايَ لهـم فضلٌ عليّ ومنّةٌ *** فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهـم نافسوني فاكتسبت المعاليا

لا خيــر فــي وُدِّ امــــرئٍ متملقٍ *** حلـــو اللســــان وقلبـــه يتلهـبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً *** ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
22 الأمل
لا خير في اليأس, كل الخير في الأملِ *** أصل الشجاعة والإقدام في الرجلِ
أعــــــلّلُ النفـــــس بالآمــــال أرقبُـــها *** ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ

وللنفوس وإن كانت عـــلى وجـلٍ *** مـــــن المنية آمــــــــالٌ تقــــويها
فالصبر يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها والموت يطويها
23 الجِدّ والعمل
من أراد العلا عفـواً بلا تعبٍ *** قضى ولم يقض من إدراكها وَطَرَا
لا يُبلغُ السؤال إلا بعد مؤلمة *** ولا يتـــم المنـى إلا لمــــن صبـــرا

دعِ التكاسل في الخيرات تطلبها *** فليس يسعد بالخيرات كسلانُ

لقد هاج الفراغ عليك شغلاً *** وأسباب البلاء من الفراغِ
24 الألفة والأخوّة
هــــموم رجال فــي أمـور كثيرة *** وهمي في الدنيا صديقٌ مساعـــدُ
نكون كروح بين جسمين قُسِّمت *** فجسماهما جسمان والروح واحدُ

ومــــــا المرء إلا بإخـــــــوانه *** كما تقبض الكف بالمعصمِ
ولا خير في الكفّ مقطــــوعةً *** ولا خير في الساعد الأجذمِ
25 إختيار الأصدقاء
إنّ أخاك الصدقَ من يسعى معك *** ومـن يضرُّ نفسه لينفعك
ومـــن إذا ريب الزمان صَــدَّعك *** شتَّت فيك شمله ليجمعك

ليس الصديقُ الذي إن زلّ صاحبُه *** يوماً رأى الذنب منع غير مغفورِ
وإن أضـــــــاع لـــــــه حقـاً فعاتبه *** فيه أتاه بتزويـــــقِ المعاذيــــــــرِ
إن الصـــديق الذي تلقاه يَعذُرُ فــي *** ما ليس صاحبـــــه فيه بمعـــذورِ
26 المعاتبة
إذا كنت فـــي كـــــل الأمـــور معاتباً *** صديقك لــــم تلق الذي لا تعـــاتبُه
وإن أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفو مشاربُه
فعش واحـــداً أو صِـــــــل أخاك فإنه *** مقــــارف ذنب مـــــــرةً ومجانبُه
27 الكلام
إن القليل مـــن الكـــــلام بأهـله *** حَسَــــنٌ وإن كثيره ممقوتُ
مازل ذو صمتٍ وما من مكثر *** إلا يزلُّ وما يعاب صموتُ
إن كان ينطق ناطق مــن فضة *** فالصـمت درٌّ زانه الياقوتُ
28 المزاح والضحك
أفد طبعك المكدود بالجِدّ راحةً *** يَجِمُِ وعلله بشيء مـــــن المـــزحِ
ولكن إذا أعطيته المزح فليكـن *** بمقدار ما يُعطى الطعام من الملحِ

إن المزاح بدؤه حــــلاوة *** لكنما آخــــــره عـــــــداوة
يحتدُّ منه الرجل الشريف *** ويجتري بسخفه السخيف
29 الإعتبار
الدهر أدبني والصبر رباني *** والقوت أقنعنـي واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجـــربةً *** حتى نهيتُ الذي قد كان ينهاني
30 قمع النفس عن الهوى
يا خــــادم الجسم كــم تشقى بخدمته *** لتطلب الربح مما فيه خُسـرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بالنفس لا بالجسم إنسانُ
31 كتمان السر
لا يكتم الســــر إلا ذي ثقــــة *** والسر عند خيار الناس مكــتومُ
فالسر عندي في بيت له غلق *** ضاعت مفاتيحه والباب مختومُ

ومستودعي سراً تضمنت ســــره *** فأودعــــته مـن مستقر الحشا قبرا
ولكــــنني أُخفــــيه عنـــي كـــأنني *** من الدهر يوماً ما أحطت به خُبرا
وما السر في قلبي كميت في حفرة *** لأني أرى المدفـون ينتظر النشرا
32 السؤال
لا تحسبنّ الموتَ موتَ البلى *** لكنما الموتُ موتُ السؤال
كلاهــــما مـــــوتٌ ولكــنّ ذا *** أشَرٌّ من ذاك لذلّ السـؤال

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله *** عوضاً ولو نال الغنى بسؤاله
وإذا السؤال مـع النوال وزنته *** رجح السؤال وخف كل نـوالِهِ
33 الغيبة والنميمة
لا تلتمس من مساوي الناس ما ستروا *** فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكــــر محاســن مافيهم اذا ذُكــــروا *** ولا تَعِب أحــــداً فيهم بما فيكا
34 تجنب الحقد والحسد
أعطيت كل الناس مني الرضا *** إلا الحســـود فإنـــه أعيانــي
ما إنّ لــــــي ذنباً إليه عــــلمتُه *** إلا تظاهـــر نعمةِ الرحـــمنِ
وأبـــــى فما يـرضيه إلا ذلتـي *** وذهاب أموالي وقطعُ لساني

أيا حاسداً لي على نعمتي *** أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه *** لأنك لم ترض لــي ما وهـب
فأخزاك ربّي بأن زادني *** وســــدّ عليك وجـــوه الطلـب
35 محاسن الأخلاق
واحذر مساوئ أخلاق تُشانُ بها *** وأسوأ السوء سوء الخلق والبَخَلِ

وكم من فتى أزرى به سوء خُلُقه *** فأصبح مذموماً قليل المحامدِ

في الأخير اترككم مع بيت شعري
شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما *** عَينـــايَ حَتّى تَأذَنا بِـذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِـــن حَقَّيهِما *** فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ


0 التعليقات :

إرسال تعليق