لــ: أحمد شوقي
يحكى أن الطاعون قد حل بسكان الغابة ، فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر ،ودار بينها الحوار الآتي
الأسد : نحن اجتمعنا ها هنا حتى نرى في أمرنا
حل بنا الطاعون المرض الملعون
بعدا له من داء مستصعب الشفاء
وقدروا أن السلف قدما أسرّوا للخلف
أن الوباء يقرب من كل قوم أذنبوا
لكنهم ان اعرضوا عنه يزول المرضُ
فلنعترف بما بدر منا وما عنا استترْ
ثم نضحي المفسدا ومن على الخلق اعتدى.
النمر: هذا هو الرأي الصواب يعيش مولانا الأسد.
الثعلب: كل سيبدي رأيه ليرد عن أهل البلد.
الأسد : فإليكم يا قوم رأيي انه الرأي الصريح
كم من قتيل قد تركت على الفلاة ومن جريح
وتركت خلفهم نساء عند أيتام تصيح
هل تحسبوني مذنبا؟؟
الثعلب : لا أنت أهل للمديح ..
اقتل جميع الناس يا ملك الوحوش، لنستريح.
النمر: أما أنا فلقد نشرت على جميع الأرض خوفا
امضي إذا نزل الظلام فاخطف الأطفال خطفا
ولكم أتيت مظالما لا استطيع لهن وصفا
هل تحسبوني مذنبا؟؟
الثعلب : كلا ففضلك ليس يخفى.
الذئب : أنا إن خرجت إلى الحقول وكانت الدنيا ظلاما
ورأيت أشخاصاً كثاراً رحت ألتمس السلاما
لكن إذا أبصرتهم متفرقين غدوا عظاما
هل ذاك فيه مذمة؟؟
الثعلب : حاشاك أن تغدو ملاما
الدب : إني أغير على المزارع آكلا أثمارها
واذا مررت بقرية خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف واتقي أخطارها
هل ذاك في مذمة ؟؟
النمر : حاشاك ان تختارها ...
الثعلب : شر المنازل للفتى ما ليس ينفع او يضر
إن الشجاع إذا رأى خطرا يحيط به يفر.
(ملتفتا الى الحمار)
والآن مالك يا حمار لزمت صمتك مستريحا
ذي سكتة الجاني يخاف إذا تكلم أن يبوحا.
الذئب : ماذا جنيت ؟؟
الدب : ماذا ارتكبت ؟؟
الحمار: انا ما جنيت ولست اذكر أن لي عملا قبيحا.
الذئب : اخرس، متى أصبحت يا أدنى الورى فطنا فصيحا.
الأسد : دعه يقول لعل في أقواله رأيا فصيحا.
الحمار : قد كنت يوما جائعا والليل يوشك ان يلوحا.
والأرض تبعث حرها ويكاد جسمي ان يسوحا
فمررت قرب الدير أشكو في الفؤاد له جروحا
وتكاد رجلي ان تزل وكاد جفني ان ينوحا
فوجدت عشبا ذابلا في بعض ساحته طريحا
وتمثل الشيطان يغريني ويبدو لي نصيحا.
الثعلب : أأكلت منه ؟؟
الحمار : نعم أكلت.
النمر : قد اعترفت.
الثعلب : كن الذبيحا.
الثعلب : إني سأرجع للشريعة كي أرى النص الصريحا.
(يفتح كتابا، ويقلب صفحاته، ويقرأ)
مَن مسّ مال الوقف في قانوننا دمه أبيحا.
الأسد : هذا الذي جلب الوباء بأكله مال الصوامع واستحل دماءنا
النمر : هيا.
الأسد : اسحبوه.
الثعلب : اخرج بنا.
الدب : هيا بنا.
النمر : لا عاش شخص لا يريد هناءنا ...
(يخرجون بالحمار دفعا وجرا ، ويبقى الثعلب)
الثعلب : إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة
لكن إذا كان الضعيف فإن حجته ضعيفة.
مغزى النص: دائما الضعيف هو الملام حتى وان لم يكن هو الفاعل وينفد فيه الحكم، اما القوي وان كانت افعاله شنيعة يبقى حرا طليقا
هدا هو حالنا نحن العرب و الغرب.
يحكى أن الطاعون قد حل بسكان الغابة ، فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر ،ودار بينها الحوار الآتي
الأسد : نحن اجتمعنا ها هنا حتى نرى في أمرنا
حل بنا الطاعون المرض الملعون
بعدا له من داء مستصعب الشفاء
وقدروا أن السلف قدما أسرّوا للخلف
أن الوباء يقرب من كل قوم أذنبوا
لكنهم ان اعرضوا عنه يزول المرضُ
فلنعترف بما بدر منا وما عنا استترْ
ثم نضحي المفسدا ومن على الخلق اعتدى.
النمر: هذا هو الرأي الصواب يعيش مولانا الأسد.
الثعلب: كل سيبدي رأيه ليرد عن أهل البلد.
الأسد : فإليكم يا قوم رأيي انه الرأي الصريح
كم من قتيل قد تركت على الفلاة ومن جريح
وتركت خلفهم نساء عند أيتام تصيح
هل تحسبوني مذنبا؟؟
الثعلب : لا أنت أهل للمديح ..
اقتل جميع الناس يا ملك الوحوش، لنستريح.
النمر: أما أنا فلقد نشرت على جميع الأرض خوفا
امضي إذا نزل الظلام فاخطف الأطفال خطفا
ولكم أتيت مظالما لا استطيع لهن وصفا
هل تحسبوني مذنبا؟؟
الثعلب : كلا ففضلك ليس يخفى.
الذئب : أنا إن خرجت إلى الحقول وكانت الدنيا ظلاما
ورأيت أشخاصاً كثاراً رحت ألتمس السلاما
لكن إذا أبصرتهم متفرقين غدوا عظاما
هل ذاك فيه مذمة؟؟
الثعلب : حاشاك أن تغدو ملاما
الدب : إني أغير على المزارع آكلا أثمارها
واذا مررت بقرية خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف واتقي أخطارها
هل ذاك في مذمة ؟؟
النمر : حاشاك ان تختارها ...
الثعلب : شر المنازل للفتى ما ليس ينفع او يضر
إن الشجاع إذا رأى خطرا يحيط به يفر.
(ملتفتا الى الحمار)
والآن مالك يا حمار لزمت صمتك مستريحا
ذي سكتة الجاني يخاف إذا تكلم أن يبوحا.
الذئب : ماذا جنيت ؟؟
الدب : ماذا ارتكبت ؟؟
الحمار: انا ما جنيت ولست اذكر أن لي عملا قبيحا.
الذئب : اخرس، متى أصبحت يا أدنى الورى فطنا فصيحا.
الأسد : دعه يقول لعل في أقواله رأيا فصيحا.
الحمار : قد كنت يوما جائعا والليل يوشك ان يلوحا.
والأرض تبعث حرها ويكاد جسمي ان يسوحا
فمررت قرب الدير أشكو في الفؤاد له جروحا
وتكاد رجلي ان تزل وكاد جفني ان ينوحا
فوجدت عشبا ذابلا في بعض ساحته طريحا
وتمثل الشيطان يغريني ويبدو لي نصيحا.
الثعلب : أأكلت منه ؟؟
الحمار : نعم أكلت.
النمر : قد اعترفت.
الثعلب : كن الذبيحا.
الثعلب : إني سأرجع للشريعة كي أرى النص الصريحا.
(يفتح كتابا، ويقلب صفحاته، ويقرأ)
مَن مسّ مال الوقف في قانوننا دمه أبيحا.
الأسد : هذا الذي جلب الوباء بأكله مال الصوامع واستحل دماءنا
النمر : هيا.
الأسد : اسحبوه.
الثعلب : اخرج بنا.
الدب : هيا بنا.
النمر : لا عاش شخص لا يريد هناءنا ...
(يخرجون بالحمار دفعا وجرا ، ويبقى الثعلب)
الثعلب : إن الفتى إن كان ذا بطش مساوئه شريفة
لكن إذا كان الضعيف فإن حجته ضعيفة.
مغزى النص: دائما الضعيف هو الملام حتى وان لم يكن هو الفاعل وينفد فيه الحكم، اما القوي وان كانت افعاله شنيعة يبقى حرا طليقا
هدا هو حالنا نحن العرب و الغرب.
0 التعليقات :
إرسال تعليق